ليست كل صحافية متدربة عاهرة

بقلم : نجوى البقالي

اثر الضجيج الذي أثارته قضية إتهام صحافية متدربة لمدير القناة الثانية “سليم الشيخ” باغتصابها وفض بكارتها.

الكثير كانوا بصف مدير القناة الثانية والأغلبية انهالت سبا وقذفا على الصحافية المتدربة ، وأنا لا استطيع أن أدافع أو أناقش أحد في هذه المسالة، موقفي واضح من الفتاة التي تبيع جسدها وتساومه من أجل وظيفة معينة ، وإذا كنت لا أغفر لفتيات الليل بيعهن أجسادهن مقابل المال فكيف سأغفر لفتاة متعلمة، مثقفة اختارت مهنة كنت في وقت ما أعتبرها مقدسة ؟ كما أنني أمقت وأكره وأحقد على كل مسؤول سمح لنفسه باستغلال فتاة مقابل وظيفة، أكره بشدة كل مسؤول يعمل بمبدأ “الجنس مقابل الوظيفة” … لذا لن أدافع عن أحد في هذه القضية …
لكن ما أريد أن أقوله لأولئك المدافعين عن ” سليم الشيخ” والرافضين لوجود الاستغلال والتغرير بالصحفيات المتدربات، أقول لكم إنكم حقا لا تعرفون شيئا ، فمجال الصحافة من أكثر المجالات فسادا ، وأكثر ما يحزننا نحن الصحفيات المتدربات أننا عندما نلج أي مؤسسة للتدريب، أول عائق يواجهنا هو نظرة البعض وكأننا دخلنا حانة وليس مؤسسة إعلامية .

صحفيون يتهافتون على المتدربات، وآخرون يتوسطون لصديقاتهم في التدريب فنجدهم يتعاملون معهم معاملة خاصة ، أما من ولج عن طريقة دفع طلب التدريب أو مؤسسة أو معهد فانه يقضي فترة التدريب جالسا يتأمل النوافذ … مررنا بفترات تدريبية رأينا العجب …علاقات جنسية تجمع صحفيين كبار في السن بمتدربات اخترنا المجال ليس لشيء سوى للمتعة والحصول على وظيفة بأي طريقة فاخترن طريقة الانتقال من سرير رئيس التحرير إلى سرير مدير المؤسسة الإعلامية… هي سمسرة في الأجساد.

تدريب أو وظيفة مقابل علاقات جنسية…مع الوقت تعرفت على اكبر عدد من المتدربات اللواتي يفتخرن بعلاقتهن بالصحفيين، وبكل برودة يحكوا تفاصل مغامرتهن مع رجال الصحافة والإعلام منهن من تملك أدلة قاطعة ضد صحفيين كبار في المغرب سواء في قنوات أو إذاعات خاصة أو عمومية ، أدلة متأكدة أنها إذا خرجت إلى الوجود ذات يوم ستكون كارثة ….

في حانات ليلة كان لقاء بعض الصحفيات المتدربات، ببعض أشباه الصحفيين المرموقين ، تواصل اللقاء لينتج عنه علاقات مختلفة وتقبل جل الأسماء ماعدا اسم صداقة … في خوض استماعي لحكايات صحفيات متدربة جمعتني بهم علاقة صداقة خلال فترات التدريب أو خلال لقائي بهم أثناء الندوات استمعت لعشرات الحكايات، وسقطت أمامي أقنعة صحفيين كنت أراهم المثل الأعلى سواء في التقديم أو الكتابة، ولكي لا اظلم احد فانا ذات يوم استمعت وشاهد تلك الأدلة …

متأخرة إكشفت أني ولجت المجال الخطأ، وأن التصور الذي كنت أملكه عن صاحبة الجلالة كانت تصورا فتاة مراهقة شغوفة بالكتابة، كانت نظرتي للصحافة مثالية ومقدسة لا أعرف بمن تأثرت لتتكون لدي تلك الأفكار.

لكن اليوم اختلف الوضع واكتشفت أني دخلت مجال يجمع الفساد والدعارة .. في أوقات كثيرة شعرت “بالكحرة “وأنا أرى صحفيات لا يملكن من المؤهلات سوى الجسدية يتم قبولهن …. في الصحافة توجد الدعارة الراقية ومن نرى أنهم رجال إعلام ويدافعون عن القيم والأخلاق ويناظرون الناس بكل وقاحة ، ما هم إلا كلاب ضالة رغم مستواهم الثقافي ما زالوا ينظرون إلى المرأة كجسد، قادرة على فعل أي شيء من اجل وظيفة … وفي نفس الوقت نجد من الفتيات من تعطي الفرصة لتأكيد هذا الحكم، فتراها تتاجر بجسدها ونتنقل به من سرير إلى أخر من اجل أن تكون صحافية …
لذا يا أصدقائي عندما أحدثكم عن الصحافة توقعوا أي شيء ، تحرش ،إغتصاب ،إفتضاض بكارة، محسوبية، الزبونية والمال من اجل العمل …
رغما أننا صحفيات طالبات أو متدربات إلا أننا نعرف الكثير والكثير …نعرف عن فساد المؤسسات الإعلامية، نعرف علاقات بعض الصحفيين مع المتدربات، نعرف من ولج عبر السرير ومن ولج عبر الكفاءة ومن ولج عبر الوساطة ودفع المال … لذا في مجال الصحافة القليل من يستحق الاحترام ويستحق أن يترافع عن قضايا المجتمع، القليل من يستحق كلمة “أستاذ ” أو “أستاذة “… لذا سأظل أحقد على كل فتاة تستعمل جسدها من اجل الحصول على وظيفة. ولن اقبل منها أي عذر كيف ما كان ،وقد أعذر فتاة الليل على بيعها شرفها ولا أعذر فتاة مثقفة تتوسط بجسدها … كما سأظل أكره واحقد على كل مسؤول يستغل منصبه للتغرير بالفتيات …
لذا يا صديقي ويا زميلي الصحافي قد أكون اليوم صحافية متدربة لكن قد أصبح يوما ما زميلتك أو مديرتك لذا الاحترام شيء رائع جدا جربه وستعرف عما أتحدث…
وأنتِ يا صديقتي وزميلتي عندما تبيعين جسدك كوني متأكدة أن الجميع سيعرف بأمركِ ، وعندما تكون أول تجربة عمل لكِ مقابل الجنس كوني متأكدة انك حكمت على نفسك أن تكوني ( …)ننتقل من سرير إلى سرير
مع احترامي للجميع

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد