اسليمي : بإقالة جون بولتون ،الجزائر والبوليساريو يفقدان ورقة في ملف الصحراء

بقلم : الدكتور عبد الرحيم منار اسليمي

من الواضح أن إقالة مستشار الامن القومي الامريكي جون بولتون سيكون لها تأثير كبير على العديد من النزاعات في العالم منها نزاع الصحراء،فجون بولتون رجل حرب وخدماته الاستشارية التي يقدم في البيت الأبيض لاتسير في اتجاه تهدئة النزاعات وإنما اشعالها.

ويلاحظ أنه كان وراء تقليص ولاية بعثة المينورسو إلى نصف سنة واصدار مجلس الأمن لقرارين في السنة حول نزاع الصحراء، بل إن هدد بانهاء مهام المينورسو، الشيء الذي يعني أنه كان يبحث عن الحرب في نزاع الصحراء بدون تقدير مخاطر هذه الحرب ان وقعت على الاستقرار الاقليمي في شمال إفريقيا.

والخطير في الأمر أنه حاول وضع نزاع الصحراء ضمن استراتيجية أمريكا في افريقيا دون التمييز بين نقط الارتكاز الاستراتيجي في السياسة الخارجية الأمريكية في افريقيا والتي يوجد المغرب من ضمنها ،الشيء الذي جعله يصطدم بقيادة البنتاغون التي تعتبر المغرب شريكا استراتيجيا أمنيا لأمريكا في القارة الافريقية.

ويبدو أن جون بولتون حاول الانفراد بملف الصحراء داخل الإدارة الأمريكية وهو مارفضه البنتاغون، لكن بولتون مارس تأثيرا في ملف الصحراء إذن أنه استعمل آليات ضغط غيرت ايقاع النزاع إذ أنه ضغط لادراج ملف الصحراء في اجتماعات ومداولات مجلس الأمن مرات عديدة.

ويبدو أن باقي مكونات صناعة القرار في البيت الأبيض انتبهت خلال الثلاث أشهر الاخيرة لضغوطات بولتون في هذا الملف فحاولت تحجيم دوره لصالح البنتاغون، واليوم باقالة بولتون يكون البوليساريو والجزائر قد فقدا ورقة حاولا استعمالها في نزاع الصحراء.

فبخروج بولتون من البيت الأبيض سيعود ملف الصحراء إلى وضعيته العادية بأن يصدر قرار واحد في السنة عن قرار مجلس الأمن، بمعنى أن أولوية النزاع ستعود إلى مسارها العادي بتحررها من ضغوطات جون بولتون الذي كان له فهم خاطىء ومتسرع لنزاع الصحراء ولدور البعثة الاممية وباقي البعثات في حفظ الأمن والسلم الدوليين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد