بُوصوف: وسطية التدين المغربي وثقافة التسامح يمكنُ إن تُشكل حُلولاً للتطرف والإرهاب ببُلدان ما وراء البِحار

زنقة 20. الدارالبيضاء | ومع

أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج، عبد الله بوصوف، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، أن المبادئ التي تزخر بها الثقافة المغربية يمكنها أن تشكلا عاملا في حل الأزمات الدولية.

وأوضح بوصوف، في تصريح صحافي، على هامش الندوة الافتتاحية لسلك ندوات مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج المنظمة في إطار الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن “الثقافة المغربية تحمل مضامين ومبادئ مهمة، لاسيما التنوع والتعدد واحترام الآخرين والوسطية، يمكنها أن تساهم في إيجاد بعض عناصر حلول للأزمات التي يعيشها العالم”، موضحا أن هذه الأزمات تتجلى أساسا في التشنجات الهوياتية والكراهية والعنف والتطرف والإرهاب.

وأضاف بوصوف أن “مبادئ الثقافة المغربية يمكنها أن تكون عاملا يساعد على حل هذه الأزمات، بما أن المغرب أثبت أنه بفضل هذه المبادئ استطاع أن يكون بلدا مستقرا، سياسيا ودينيا”.

وسجل أن الهدف من تنظيم هذا السلك من الندوات حول موضوع “المغرب في العالم، الثقافة المغربية ما وراء الحدود”، هو تسليط الضوء على العمل الذي تقوم به الجالية المغربية في نشر الثقافة المغربية عبر العالم، مضيفا أنه سيتم كذلك تدارس سبل مساهمة هذه الجالية في الأوراش المفتوحة داخل المغرب، لاسيما أنهم “يعبرون عن انتمائهم وارتباطهم بالوطن، وعلى حرصهم في المساهمة في نشر الثقافة المغربية”، التي تعتبر “ضمان ارتباط مغاربة العالم بوطنهم الأصلي”.

من جهته، أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، “أن تعزيز الإشعاع الثقافي للمغرب على المستوى الدولي وتفعيل المخطط الاستراتيجي للثقافة المغربية خارج الحدود هما من أبرز انشغالات الوزارة ورهاناتها، في سبيل إبراز الدور الريادي والمكانة المتميزة التي تلعبها المملكة في الساحة الثقافية الدولية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

وأوضح الأعرج، خلال كلمة له، أن طرح ومناقشة تحديات الثقافة المغربية وراء الحدود هو “نقاش يسائلنا جميعا على اعتبار أن الإشعاع الثقافي لبلادنا على المستوى الدولي، يظل في حاجة إلى الكثير من العمل”، مضيفا أن المغرب بموقعه الجغرافي الاستراتيجي وعمقه الحضاري والتاريخي، يجب أن يكون له حضور متميز في الساحة الثقافية الدولية، كما أن غناه الثقافي وتعدده اللغوي جدير باعتلاء منصات الإشعاع الدولي.

واعتبر أن إشعاع الثقافة المغربية وراء الحدود “يتوقف بشكل أساسي على وضع أسس قيام صناعات ثقافية قوية تشتغل بشكل مكثف وحصري على تصدير المنتوج الثقافي المغربي إلى الخارج”، مسجلا أن الوزارة منكبة على الاشتغال في هذا الاتجاه من خلال دعم مختلف المجالات الثقافية عبر طلبات عروض مشاريع ودفاتر تحملات، علاوة على تدارس كل الاقتراحات الكفيلة بجعل الحضور الثقافي المغربي بالخارج أكثر إشعاعا.

ونوه السيد الأعرج بالمكانة الكبيرة التي تحتلها الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ودورها البارز في تجسيد الثقافة المغربية والنهوض بها في العالم، كما نوه بعمل المؤسسات والهيئات الرسمية الممثلة للجالية وجمعيات المجتمع المدني التابعة لها في هذا الصدد.

وعلى غرار الدورات السابقة، سيشهد برنامج هذه الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء (7-17، تنظيم فقرات تلقي الضوء على التجارب الإبداعية والنقدية التي رأت النور خلال موسم 2018-2019، على الصعيدين المغربي والعربي، بالإضافة إلى فقرات مع كاتبات وكتاب يقدمون فيها إلى رواد المعرض جديد مشاريعهم الفكرية.

كما سيساهم في البرنامج الثقافي للدورة الـ 25 المنظمة إلى غاية 17 فبراير الجاري، حوالي 350 من المفكرين والأدباء، والشعراء وشخصيات من عوالم السياسة والاقتصاد والفن والقانون سيدلون بآرائهم، وسيعرضون مساهماتهم في فقرات ثقافية تستمر لعشرة أيام.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد