إسبانيا تطلق قمراً صناعياً لأغراض عسكرية رداً على إطلاق المغرب لقمر ‘محمد السادس’

زنقة 20 . الرباط

كشفت من وزارة الدفاع الإسبانية أن قمرا صناعيا إسباني الصنع أصبح جاهزا للإطلاق خلال الأيام القليلة المقبلة، واستعماله لأغراض مدنية عسكرية.

وكشفت المصادر ذاتها أن الضرورة دفعت الإسبان إلى إطلاق القمر الجديد بعد أيام قليلة من إطلاق المغرب قمرا صناعيا أثار مخاوف بالجارة الأوروبية.

القمر الإسباني حسب “المساء” سيتم إطلاقه لرصد الأرض، وبإمكانه تغطية كافة التراب الإسباني، بما فيها مليلية وسبتة المحتلتان. وأضافت المصادر ذاتها أن القمر الصناعي أصبح جاهزا بعد عشر سنوات من العمل المستمر من قبل مهندسين إسبان، مشيرة إلى أن التقنية المصنعة طورت من الصفر.

وأوضحت المصادر ذاتها أن أزمة جزيرة “ليلى” مع المغرب، وضعت القادة العسكريين أمام حقيقة مفزعة، وهي غياب صور للجزيرة، مضيفة أن الجيش الإسباني اعتمد حينها على صور من قمر فرنسي كان تستعمله إسبانيا، لكنه كان يعاني مشاكل فنية، مشيرة إلى أن الأزمة كانت مزعجة للقادة العسكريين الإسبان.

تقرير لصحيفة Geopolis الفرنسية كان قد كشف أنه المغرب يتجه لاعتماد القمر الصناعي الذي أطلقه مؤخراً بهدف مراقبة متمردي جبهة البوليساريو المنتشرين في الصحراء ، علاوة على فيالق وقواعد الجزائر العسكرية.

من جهتها، لا تشعر الجزائر بالقلق إزاء هذا الأمر، نظراً لأنها ما زالت تتمتع “بأسبقية تكنولوجية على الأرض”، في حين أن هذه الخطوة المغربية قد أثارت مخاوف المسؤولين العسكريين في مدريد.

تعزى هذه المخاوف بالأساس إلى حقيقة أن البلدين (المغرب وإسبانيا) يخوضان صراعاً للسيطرة على الحدود، حيث تعد إسبانيا آخر الدول الأوروبية التي تمتلك جملة من الأراضي في القارة الإفريقية، على غرار مدينتي سبتة ومليلية، إضافة إلى بعض الجزر الصغيرة المتناثرة على امتداد السواحل المغربية. من جهتها، ترى المملكة أن هذه المناطق “محتلة”.

في سياق متصل، تستخدم إسبانيا إلى الآن شبكة أقمار صناعية أوروبية “هيلوس” تديرها فرنسا، حيث تستغل قرابة 2.5% من قدرات هذه الأقمار الصناعية، لالتقاط صور تسهم في منع المغاربة من الهجرة إلى الأراضي التي تسيطر عليها منذ عهد الاستعمار.

وتعود هذه المعطيات إلى أزمة جزيرة تورة، حيث طلبت مدريد من فرنسا، حليفها ضمن حلف الناتو، مدّها بصور ملتقطة عن طريق الأقمار الصناعية. وقد رفضت باريس ذلك، بحجة أن هناك “مشكلات تقنية”.

ويحيل ذلك إلى أن باريس قد فضلت الوقوف في صف الرباط، وفقاً لما أوردته صحيفة الباييس. في هذا الإطار، سيصبح المغرب بعد إطلاق هذين القمرين الصناعيين متفوقاً تقنياً واستراتيجياً على جاره الشمالي.

منذ 2002، توتّرت العلاقات من جديد بين المغرب وإسبانيا. يقول ضابط إسباني إن “المغرب بلد صديق، تربطنا به علاقات وطيدة ومثمرة، وضرورية لإيقاف موجة الهجرة السرية، ومكافحة الهجمات الإرهابية.

في المقابل، ليست كل مجالات التعاون الثنائية ناجعة. ولئن كان المغرب حليفاً هاماً، إلا أن ذلك لا يعني أن نسمح له بالتجسس علينا”. وأضاف الضابط: “سنعمل على ردع مثل هذه التحركات من خلال الحفاظ على تفوقنا التكنولوجي.

وفي حال خسرنا هذا التفوق لن ننجح في التصدي لأي انتهاكات في حق بلادنا”. بناء على ذلك، بعثت إسبانيا برنامجها الخاص في مجال أقمار التجسس، ولكنه لن يدخل حيز التنفيذ قبل عدة سنوات.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد