تقرير : الدولة العميقة الإسبانية تتخوف من استرجاع المغرب لسبتة و مليلية !

زنقة 20 | الرباط

رغم البون الشاسع بين مستوى التنمية و الازدهار والخدمات الصحية و الاجتماعية بين الثغر المحتل و الجزيرة الايبيرية، الا أن الالاف من المواطنين المغاربة اختاروا في السنوات العشر الأخيرة الاستقرار في سبتة، بحثا بالدرجة الأولى عن خدمات صحية واجتماعية أفضل و فرص شغل، في ظل انسداد الأفق في المملكة، هذا ما كشفه تقرير حديث نشره المعهد الوطني الاسباني للإحصاء، علاوة على تقارير أخرى.

التقرير أوضح أن 7346 مواطنا مغربيا انتقلوا للعيش في السنوات العشر الأخيرة في مدينة سبتة المحتلة، علاوة عن 2162 مواطنا مغربيا كانوا يعيشون في المدينة الى حدود سنة 2006و أضاف المصدر ذاته أن مجموع المغاربة الذين اختاروا اللجوء الى سبتة يصل على الاقل الى 9508 سنة 2017 تورد “أخبار اليوم”.

هؤلاء المغاربة الذين يتحدث عنهم التقرير الجديد لا علاقة لهم بمغاربة سبتة، ممن رأو النور بالمدينة، بل هم من مغاربة الداخل الذين دفعتهم الحاجة للهجرة الى الثغر المحتل، و يبقى المثير في التقرير هو أن 3294 مغربيا من بين الذين اختاروا العيش بسبتة، كانوا هاجروا في البداية الى اسبانيا، قبل أن يقرروا مغادرتها بسبب الأزمة الاقتصادية لسنة 2008.

تقارير اسبانية موازية اشارت الى السبب الرئيس الذي يجعل المغاربة يفضلون الاستقرار في سبتة، هو البحث عن فرص الشغل، كما أن حصولهم على وثائق الاقامة القانونية يمكنهم من حق الاستفادة من التعويض عن فقدان العمل و المساعدة على ايجاد عمل، و الاستفادة كذلك من التغطية الصحية، الى جانب القرب الجغرافي من الداخل المغربي، حيث يمكنهم زيارة المغرب في وقت وجيز.

ارتفاع عدد المواطنين المغاربة، الذين ينتقلون للعيش في سبتة وتزايد السكان المغاربة الأصليين بالمدينة، يثير مخاوف سياسية لدى الدولة العميقة الاسبانية، لاسيما الأحزاب اليمينية، و هو الشيئ الذي حذر من تقرير المعهد الملكي الاسباني، الكانو ، قائلا : على المدى القريب، من المستبعد ان يدعم السكان الاصليون المغاربة بسبتة مطالب المغرب بخصوص سيادته على المدينتين، سبتة و مليلية مرجعا ذلك الى المساعدة الاجتماعية الكبيرة التي يحصلون عليها من الدولة الاسبانية و الى محدودية وزنهم السياسي للمغاربة الذين هم الان أغلبية سيرتفع تدريجيا ما سيسمح لهم بفرض على الاحزاب السياسية تقديم تنازلات لصالحهم، مما سيخول لهم الدفاع عن هويتهم الاسلامية و المغربية و الأمازيغية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد