هل تُتوجُ صحوة الكرة المغربية بتتويج الأسود بثاني لقب أفريقي بعد تتويج الرجاء والوداد؟

زنقة 20. الرباط | ومع

يأتي تتويج فريق الرجاء الرياضي البيضاوي بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، أمس الأحد، ليزكي الصحوة والانتعاشة الملحوظة التي تعيشها كرة القدم المغربية، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية. فرغم هزيمته (1-3) على يد نادي فيتا كلوب الكونغولي بملعب الشهداء بكينشاسا برسم المباراة النهائية (إياب)، تمكن الرجاء البيضاوي من معانقة اللقب الغالي مستفيدا من أفضلية لقاء الذهاب حين انتصر بثلاثية نظيفة.

وبفضل هدف النجم عبد الاله الحافيظي، قضى “النسور الخضر” على آخر ما تبقى من أمل لخصمهم الكونغولي رغم تسجيله لثلاثة أهداف.

ويأتي هذا التتويج، وهو الثاني للفريق في مسابقة كأس الكونفدرالية، في فترة تعرف توهج كرة القدم الوطنية. فبعد تتويج المنتخب الوطني للاعبين المحليين بلقب (الشان) ونيل فريق الوداد الرياضي السنة الماضية لقب عصبة الأبطال الإفريقية، والمشاركة المشرفة للنخبة الوطنية في مونديال روسيا، إضافة إلى التأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم لسنة 2019 بعد فك عقدة الأسود غير المروضة، استطاع فريق الرجاء البيضاوي رفع راية المغرب من جديد والعودة بلقب الكأس القارية من قلب كينشاسا.

** مسار إفريقي لم يكن مفروشا بالورود

يشكل هذا التتويج استمرارية في المنحى الإيجابي الذي تسير عليه كرة القدم الوطنية والطفرة النوعية التي تحققت، ف”النسر الأخضر” صال وجال في الأدغال الإفريقية وحقق نتائج جد مشرفة، أعادت للذاكرة أمجاد الفريق في البطولات القارية والعالمية.

فعلى الرغم من الانطلاقة المتعثرة والتعادل المخيب في أولى مبارياته برسم الدور ال32 للمسابقة ضد فريق مغمور (إف سي نواذيبو)، إلا أن النسور استطاعوا العودة بقوة والفوز برباعية مكنتهم من المرور للدور الموالي، الذي عرف صحوة نوعية لأشبال المدرب البرتغالي خوان كارلوس غاريدو، حيث تغلبوا ذهابا وإيابا على زاناكو الزامبي، ليعبر الفريق الأخضر لدور المجموعات.

مباريات دور المجموعات كانت هي الأخرى شاهدة على علو كعب رفاق العميد بدر بانون، فمن أصل ستة لقاءات، استطاع الخضر الفوز بثلاثة والتعادل في مباراتين وتلقوا هزيمة واحدة خارج الديار من فيتا كلوب، خصم الرجاء في النهاية، وهي نتائج مكنت الفريق من اعتلاء صدارة المجموعة الأولى والمرور لدور ربع النهاية، الذي استكمل سلسلة النتائج المتميزة التي بصم عليها النادي البيضاوي، فكانت النتيجة الانتصار ذهابا وإيابا على فريق كارا برازافيل، وبالتالي الحصول على تأشيرة المرور لنصف النهاية.

وفي المربع الذهبي، واجه الخضر منافسا صعب المراس وصاحب تجربة إفريقية كبيرة، فريق انيمبا النيجيري، الذي خسر بدوره ذهابا وإيابا أمام النسور الخضر، ليضمنوا بذلك مكانا لهم وعن جدارة واستحقاق في النهاية.

** أرقام وأهداف جعلت اللقب أقرب

بصم النسور الخضر على مشاركة رائعة، فخلال 16 مباراة بالبطولة، تمكن الفريق من الانتصار في 11 لقاء، 5 منها خارج الديار بكل من موريتانيا وزامبيا والكونغو وكوت ديفوار ونيجيريا، محققا بذلك أفضل مشاركة له في تاريخ البطولة، فيما تلقى الخضر هزيمتين، وثلاثة تعادلات.

كما تمكن زملاء المهاجم الواعد محمود بنحليب من التسجيل في مرمى كل الخصوم، بحيث بلغ عدد الأهداف 34 هدفا، 14 منها خارج الديار، ليتوج الفريق كأحسن خط هجوم في المسابقة ، بمعدل هدفين في كل مباراة، فيما لم يستطع مهاجمو الخصوم زيارة شباك الحارس أنس الزنيتي إلا في 13 مناسبة، 11 منها بملاعب المنافسين.

وتبرز هذه الأرقام إصرار الفريق الأخضر منذ البداية على حصد لقب المسابقة، وإحياء أمجاد النسور قاريا، التي لطالما تغنى بها الجمهور الرجاوي، خاصة إنجازات الجيل الذهبي المتوج في ثلاث مناسبات بلقب عصبة الأبطال الإفريقية.

** نجوم يسطعون في سماء القارة السمراء

نادرا ما يتمكن لاعب إفريقي من تسجيل 12 هدفا في مسابقة إفريقية، محمود بنحليب حلق عاليا في أولى مشاركاته الإفريقية ونصب نفسه نجما للمسابقة القارية، متقدما على كل منافسيه؛ فبالرغم من صغر سنه وقلة تجربته، إلا أن المهاجم الواعد فرض حضوره بين نجوم القارة، ليكون أيضا من بين الأسماء المرشحة لنيل جائزة أفضل لاعب إفريقي لسنة 2018.

كما كان للنجم عبد الإله الحافيظي دور كبير في المشوار الناجح للفريق في المسابقة، كأحد أهم مفاتيح اللعب داخل المجموعة، خاصة خلال الفوز الذي حققه النسور في ذهاب النهائي، فبفضل ما يتمتع به من مؤهلات وحس مهاري، تمكن الخضر من اختراق دفاع فيتا كلوب، لينهار بعد ذلك الفريق أمام المايسترو ورفاقه، نفس الدور لعبه في مباراة الإياب، بعد أن تمكن من إحراز الهدف الذي يزن لقبا.

من طفل جامع للكرات إلى نجم لذهاب نهائي كأس الكونفدرالية. هكذا قدم الزئبقي سفيان رحيمي نفسه كأهم الأسماء الواعدة مستقبلا للكرة الوطنية. النجم الصاعد نال تشجيع وإشادة كل المتتبعين نظير ما بصم عليه من مستوى رائع مكن النسر من اكتساح الخصم الكونغولي.

إضافة إلى الثلاثي الرجاوي ، الذي كانت له الكلمة الفصل في مباراة الذهاب، يزخر الفريق بلاعبين آخرين ساهموا بشكل كبير في النتائج الإيجابية التي تحققت في المنافسة، على رأسهم أعمدة الفريق زكرياء حذراف، بدر بانون، محسن ياجور.

ولعل من بين العوامل التي ساهمت كثيرا في الحصول على التاج القاري، القاعدة الجماهيرية الكبيرة والمثالية للفريق، حيث جسد الجمهور الأخضر أسمى قيم الحب والوفاء، وهو الذي تعود على الوقوف خلف النسور حتى الأنفاس الأخيرة من كل مباراة ، كيف لا وهو الذي يحول المركب الشرفي إلى جحيم بالنسبة للخصوم. جمهور يبدع ويمتع، ولا يكف عن مؤازرة وتشجيع لاعبيه، فاستحق أن يصنف من بين أحسن الجماهير على المستوى العالمي.

وبعد تتويج الفريق البيضاوي، الذي غاب عن المنصات القارية منذ سنة 2003 مع المدرب الفرنسي الراحل هنري ميشال، يبقى الجمهور المغربي متعطشا لمزيد من الإنجازات الكروية في قادم الاستحقاقات، أهمها كأس إفريقيا لسنة 2019، التي تم سحب تنظيمها من الكاميرون بسبب عدم جاهزية الملاعب والمنشآت الرياضية لاستضافة العرس القاري.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد