وثائق. تِكنوبُول فم الواد…مشروعٌ أطلقه المٓلك لإقلاع الصحراء، إختفى وإختفت ميزانيته

زنقة 20. الرباط

لازال المغاربة يتذكرون إعطاء الملك محمد السادس في آخر زيارة لمدينة العيون سنة 2015، انطلاقة مشروع ضخم بضاحية جماعة فم الواد التابعة للنفوذ الترابي لمدينة العيون.

ولازال يحيط بمكان المشروع سور حديدي كعلامة على استمرار الأشغال التي لم تبتدأ ولم تنتهي.

وكان من المقرر إفتتاح المشروع الملكي في الأول من فاتح نونبر الجاري ، إلا أن هذا التاريخ تزامن مع استقالة المهندسة المعمارية بشرى العلوي، المديرة التقنية داخل مؤسسة فوسبوكراع، والمشرفة على مشروع تكنوبول فم الواد منذ الإنطلاقة، حيث اعتبرت استقالتها حسب بعض المراقبين كرصاصة رحمة على مشروع لازال يواجه المجهول.

وفي انتظار من ينقذه من الغرق مرة أخرى بشاطئ فم الواد. و لتمويه الرأي العام ، قامت المسؤولة الأولى عن مشروع تكنبول فم الواد بتنظيم منتديات عدة بمدينة العيون، وتوجيه الدعوة لمجموعة من الإعلاميين، الذين سجلوا تصريحات المسؤولين على مشروع تكنوبول، على أساس أن المشروع ينتظر اللمسة الأخيرة فقط، وهو ماكان جزء من الخيال لدى عموم المواطنين الذين استبشروا خيرا من التصريحات الأخيرة لمسؤوليه.

وفي محاولات لإنقاذ المشروع من الغرق عمدت رئيسة المشروع على النهوض من جديد، وعدم الإستسلام لغرق المشروع، بتنفيذ محاولات جدية لاستقطاب كفاءات من المكتب الشريف للفوسفاط، والذين عملوا سابقا بمجمعات بن گرير وخريبكة، لمساعدتها في إخراج المشروع إلى حيز الوجود، وسد الخصاص الحاصل في الأطر والتقنيين، غير أن المكتب تفاعل سلبا مع طلب الرئيسة، وتركها تواجه المصير الذي اختارته بمفردها.

وعمدت المملكة المغربية مؤخرا، على وضع الطاقات الصحراوية في صلب اهتامها، وسخرت مجموعة من المبادرات التي انخرط فيها الشباب الصحراوي، في شتى المجالات، وأظهروا إبداعا في العمل (حمروا الوجه)، فالملك محمد السادس في آخر زيارة للأقاليم الجنوبية، أوصى على تشغيل أبناء المنطقة وإعطائهم الأولوية في جميع المشاريع والأوراش التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، لضمان سيرورة متكاملة والوصول للأهداف المبتغاة، وهي تشغيل الشباب، وهي المبادرة التي انتهجتها المجالس المنتخبة بجهتي العيون والداخلة وأتت بثمارها.

هذه النقطة و التي تعتبر حساسة ومهمة، كانت غائبة كليا عن مشروع تكنوبول فم الواد، الذي رفض جميع المبادرات لتشغيل الشباب الصحراوي من معطلين وحاملي الشواهد بالصحراء المغربية، فمؤسسة بوكراع إختارت الإنطواء على نفسها والإعتماد على تسيير خاص، أصبح يواجه تأخرا كبيرا إلى درجة فقدان الأمل منه.

أموال المشروع ذهبت مهب الريح على مايبدو ، فقد أصبح المشروع يعيش على وقع مشاكل متعددة، لعلا أبرزها هو ارتباك رئيسة مؤسسة فوسبوكراع نفسها،و التي أعلنت في مرات عديدة عن انتهاء الأشغال بمركز الأبحاث التابع لتكنوبول كان آخرها قبل شهر، خلال ملتقى نظمته المؤسسة بمدينة العيون، وقبله أمام الوالي السابق في اجتماع للتتبع المشاريع سنة 2018، واحتضنته ولاية العيون، لكن لاشيء حصل من ذلك.

و كشفت مصادر جد مطلعة لمنبر Rue20.Com ، بان المكتب الشريف للفوسفاط Ocp قام بإيفاد لجنة إفتحاص للنظر في ملف المشروع الملكي كما راسلت الرابطة المغربية للمواطنة و حقوق الانسان إدريس جطو رئيس المجلس الأعلى للحسابات.

المصادر نفسها ، اكدت بان المجمع الشريف للفوسفاط Ocp المؤسسة الأمريكية Price Waterhouse Coopers المتخصصة في الإفتحاص و الإستشارات الإقتصادية ، تولت مهمة إفتحاص شاملة لمؤسسة فوسبوكراع و تحديد المسؤوليات الكاملة على مستوى رئاسة مؤسسة فوسبوكراع و بالنسبة للإجراءات الإنقاذية لمشروع تكنوبول فم الواد .

و يشار ، إلى ان لجنة الإفتحاص ، كانت قد راسلت الرابطة المغربية للمواطنة و حقوق الإنسان و رئيس الحكومة و رئيس المجلس الأعلى للحسابات و الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط و وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان و العلاقة مع البرلمان و وسيط المملكة و مجلس المنافسة و رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان و رئيس مجلس النزاهة و محاربة الرشوة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد