طبيبة بمستشفى ابن سينا تفجرها: أجهزة الفحص مصدأة ولسنا مسؤولين عن أي خطأ طبي

زنقة 20. الرباط

فجرت طبيبة بالمركز الاستشفائي الجامعي ‘ابن سينا’ فضيحة مدوية بالمستشفى الأكبر بالمملكة بعدما كشفت على أن أجهزة الفحص به مصدأة وغير صالحة لعلاج المواطنين.

الطبيبة ‘وداد أزداد’ كتبت في صفحتها على الفيسبوك : ‘مرضى مستعجلات ابن سينا بالرباط في خطر… أعلن أن أية أخطاء طبية ناجمة عن رداءة جهاز الفحص بالصدى في مصلحة الأشعة بمستعجلات مستشفى ابن سينا بالعاصمة, فنحن لانتحمل مسؤوليتها كأطباء.. اللهم قد أخليت ذمتي, اللهم فاشهد !

ودقت ذات الطبيبة ناقوسً الخطر حول التجهيزات المهترئة لذات المستشفى، حيث كشفت على أن كل من يتم الكشف له عبر هذه التجهيزات لا يحصل على معطيات دقيقة بخصوص حالته الصحية وهو ما يعني السقوط في أخطاء طبية.

وفيما يلي تدوينتها كما هي :

ناداني زميلي Haaron الجنيور هذا الصباح طالبا un avis (نُصحي كسنيورة), لأن مراَى المثانة خلال فحص صدى (إيكو) لدى مريضة لم يكن عاديا بالرغم من كونها لاتشتكي من أية مشاكل في التبول.. بالنظر للمثانة فكان يخيل أنها تحتوي على قيح أو دم أو أورام أو ماشابه, قمنا بتقليب المريضة للتأكد من أن المحتوى يتحرك (الأورام لاتتحرك خلافا للقيح وغيره), ولكن مظهره كان يخالف مااعتدناه.. هل سيلزمها تحاليل للبول وفحص منظاري صعب لداخل المثانة cystoscopie أم لا من طرف طبيب المسالك البولية ؟.. ولكن ملاحظة أعادت الأمور إلى نصابها: أغلب مرٌارات المرضى خلال حراسات الويكاند كانت تحتوي على تكتلات مشابهة, والتي تم تشخيصها على أنها حصى أو رمل في المرارة (lithiases ou sludge de la vésicule biliaire).. إذن فهناك احتمال ليكون المشكل متعلقا بعطل في الجهاز الذي يعطي صورا غير دقيقة وفيها شوائب Artefacts أكثر من المعتاد.. وهو الأمر الذي تأكدنا منه بالملموس فيما بعد.. كم من المرضى إذن حصلوا على تشخيص خاطئ بسبب الجهاز ؟

جهاز قديم يكاد لايظهر سوى الطبقات العليا من الجسد, أما الأعضاء الداخلية فيصعب تحديد تفاصيلها.. عندما نبحث عن الزائدة الدودية, نعاني.. وعندما ننقب عن حصى في الكلى, نُخمٌن.. وعندما نفحص البروستاتة, نصيب حينا ونخطئ أحيانا.. وقس على ذلك بالنسبة لجميع الأعضاء.. جودة الجهاز جد ضعيفة, حتى أنه لايحتوي على دوبلر Doppler يستحق هذا الإسم, بمعنى أننا لانتمكن من فحص الشرايين والأوردة والبحث عن انسداد بها كما ينبغي, مع ماقد ينجم عن ذلك من وفيات بالجلطة الرئوية أو غرغرينا في الأطراف قد تؤدي إلى البتر في حال التأخر في التشخيص.. حتى أن اختصاصية تقوم بتكوين في مصلحتنا, أخبرتنا أن الجهاز الذي تعمل به في منطقة نائية أحسن بعشرات المرات من جهازنا !!

رئيسة القسم قامت بإرسال عدة مراسيل لمدير المستشفى من قبل بخصوص الموضوع, حيث قيل لها أنه تم طلب الجهاز, ولكننا ننتظر قدوم هذا الأخير منذ شهور ونكافح من أجل وضع تشخيصات ونضطر في غالب الأحيان للاستعانة بالسكانير الغالي الثمن والمُشع, في الوقت الذي قد يغنيك فحص إيكوغرافيا جيد عنه في بعض الأحيان.

أعرف تماما أن الأمر قد يطرح لي مشكلا مع الإدارة, ولكنني لن أتوانى عن الدفاع عن صحة مرضاي كما فعلت من قبل عند طلب مسبارين sondes d’écho في مستشفى الأطفال, دفعهما محسن من جيبه عوض أن يتكلف المشفى بذلك كما يجدر به.. وكما قمت بذلك في صفحتي Medmar لفضح عطل السكانير بمستشفى الاختصاصات سنة 2016 والذي دام أكثر من 8 أشهر متسببا في ماَسي بشرية, فتم الشروع في إصلاحه في الأسبوع الموالي للمنشور, حيث تبين أن قطعة الغيار التي كانت لازمة للإصلاح تأخرت طيلة تلك المدة بسبب كلمة خاطئة في تقرير, أو بالأحرى تذرعوا بتلك الكلمة لإغناء جيوب الخواص من أصحاب المصحات وla fondation.. فعندما يقع عطل في السكانير بالمستشفيات العمومية, ينتعش هؤلاء..

لدينا مسؤولون لايتحركون إلا بالنكز واللمز.. نعم فبعض الإداريين والمسؤولين لايملكون ذرٌة من المسؤولية, ويجب أن تدفعهم بالقوة وبالفضائح لكي يقوموا بواجبهم..

المهم, أعلن أن أية أخطاء طبية ناجمة عن رداءة جهاز الفحص بالصدى في مصلحة الأشعة بمستعجلات مستشفى ابن سينا بالعاصمة, فنحن لانتحمل مسؤوليتها كأطباء.. اللهم قد أخليت ذمتي, اللهم فاشهد !

#المرجو_النشر

Ouidad Azdad

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد